الأوروبية، وهذا فهم خاطئ للدين والتراث الوطني والقومي، وهو الأمر الذي يرفضه المنطق التغييري للبنية الإنسانية، فالمهم أن يدين الإنسان بدين الحق بعيداً عن مسائل التعصب الطائفي والقومي والوطني. وأخيراً: فإن امتلاك الإسلام لخصائص الدين القيّم على الحياة وأساليبه المعنوية والأخلاقية هي الحل البديل للفراغ المعنوي الذي تشعر به الإنسانية، وهو أحد العوامل المهمة التي حطمت نظام الإلحاد الشرقي وقضت على أحلامه، وبالتالي أعطت دوراً جديداً للتعاليم الإسلامية، لتملأ الفراغ بعد أن لم تكن باقي الأديان على مستوى الحاجة الحضارية الموجودة. ب - أعتقد أن أفكار العالم الغربي قد طُرحت بشكل كافٍ في مجال العالم الإسلامي. فالمثقفون المسلمون يطالعون غالباً - وباستمرار - ما ينتجه هذا الفكر، بالإضافة إلى أن الجماهير الإسلامية اليوم مغرقة بأحداث العالم الغربي التي تبث أخبارها وسائل الإعلام الغربية. بل إني أعتقد أن ما يعرض في العالم الإسلامي عن الغرب فيه الكثير من المبالغة المقصودة، الأمر الذي قد يغوي الكثيرين بهذه الجنة الموهومة، وهم لا يعلمون ما تستبطنه هذه الحضارة المادية من نقاط ضعف كبرى تمزق العلاقات العائلية، وتقضي على الروح الإنسانية، وتحرك الكوامن الحيوانية الغريزية دونما سيطرة. جـ - لا يمكننا أن ننكر أن الكادر الإعلامي الغربي مدرك لرسالته ومنسجم مع حضارته، ويعرف بدقّة ما هي واجباته بغض النظر عن مدى إنسانية هذه الرسالة وتلك الواجبات. أما الكادر الإعلامي في العالم الإسلامي فالذي أظنه أنه في الغالب بحاجة ماسة لتفهُّم الرسالة الإسلامية وأهدافها الحضارية وواجباته تجاه هذه الرسالة، وأظن أن أكبر نقاط الضعف التي ابتُلي بها هذا الكادر هو عدم توفُّر ذلك الفهم الكامل من