الحياة، وتمزق مواقف الدول الإسلامية باعتبار اختلاف المصالح الضيقة لها، واستدامة عملية العلمنة رغم ان ذلك لن يحل المشكلات مادام العالم الإسلامي راغباً في إصلاح التوازن السلبي للقوة في مواجهة الغرب، (وكأنها تعتبر أن الأفضل لهذا العالم الإسلامي ان يستسلم لقدره، ويقبع في خانة العالم المتخلف، وكأنها أيضاً تحذر الغرب نفسه من السماح للعالم الإسلامي للحصول على موقع متقدم، وقوة منافسة لان ذلك سيزيد من تحدياته ـ أي العالم الإسلامي ـ للغرب وطموحاته، في حين أن بقاءه عالماً متخلفاً يعطيه فرصة التسامح!!). هذه هي الحصلية التي تتوصل إليها في نهاية الكتاب. والحقيقة هي ان هذه الآراء هي قناعة الكتّاب المعتدلين إلى حد ما في الغرب اما المتطرفون فمازالوا يرددون آراء (وليم جيمس) و (هنتنغتن) في ضرورة التعامل مع العالم الإسلامي معاملة الغابة، وضربه بكل قسوة وعدم التعاون معه. ولكننا نختلف مع توجهات الكاتبة تماماً. إننا نلمح في الأفق السمات التالية: أولاً: اتساع حركة الصحوة الإسلامية وتجذرها بحيث لا تنفع معها أساليب الحذف أو التحريف. وإذا أردنا أن نستدل لهذا التوقع، وتجاوزنا المسألة العقدية التي نؤمن بها دون أي شك، فإنا نشير إلى مظاهر الصحوة التي تعم العالم الإسلامي من ارتفاع مستوى الأمل لدى جماهيرنا الإسلامية، وانتشار التقاليد الإسلامية كالحجاب وأنماط التعاون والعبادات انتشاراً واسعاً، واتساع حركة المطالبة بتطبيق الشريعة في كل الحياة، وتشكل المنظمات الإسلامية ودخولها إلى الساحة السياسية والاجتماعية بكل قوة، وانهزام الفكرة العلمانية مرحلة بعد مرحلة، وزوال الأمل