إما في الاقتصاد الاشتراكي، أو في الاقتصاد الرأسمالي، وكان لكل من المنهجين ما يبرره.بعد هذا راح ينتقد أولئك الذين يغفلون – عند محاولتهم تطبيق خطة ما – العامل النفسي للأمة (فلابد للأمة بحكم ظروفها النفسية التي خلقها عصر الاستعمار وانكماشها تجاه ما يتصل به أن تقيم نهضتها الحديثة على أساس نظام اجتماعي ومعالم حضارية لا تمت إلى بلاد المستعمرين بنسب) وكان الحل المقترح هو اتخاذ القومية فلسفة وقاعدة للحضارة، ولكن القومية (ليست إلا رابطة تاريخية ولغوية وليست فلسفة ذات مبادئ ولا عقيدة. فنادت بالاشتراكية العربية تغطية للواقع الأجنبي المتمثل في الاشتراكية من الناحية التاريخية والفكرية، وهي تغطية فاشلة لا تنجح في استغفال حساسية الأُمة، لأن هذا الإطار القلق ليس إلاّ مجرد تأطير ظاهري وشكلي للمضمون الأجنبي)… ولا يمكن لدعاة الاشتراكية العربية أن يميزوا الفوارق الأصلية بين اشتراكية عربية واشتراكية فارسية واشتراكية تركية) ويقول بالتالي: (وبالرغم من ان دعاة الاشتراكية العربية قد فشلوا في تقديم مضمون حقيقي جديد لهذه الاشتراكية عن طريق تأطيرها بالإطار العربي فأنهم أكدوا بموقفهم هذا تلك الحقيقة التي قلناها وهي ان الأُمة بحكم حساسيتها الناتجة عن عصر الاستعمار لا يمكن بناء نهضتها الحديثة إلاّ علـى أساس قاعدة أصيلة لا ترتبط في ذهن الأُمة ببلاد المستعمرين أنفسهم) ويقول عن الإسلام الذي يواجه هذه الأطروحات (إن هذه القوة مهما قدرنا لها من تفكك وانحلال نتيجة لعمل الاستعمار ضدها في العالم الإسلامي لا يزال لها أثرها الكبير في توجيه السلوك وخلق المشاعر وتحديد النظرة نحو الأشياء)([140]). ونعود إلى الكاتبة لنجدها أحياناً تشير لهذا العامل حين تؤكد ان العلمانية