والتزمير، ورغم نزولها المبكر إلى الساحة وتحقيقها الكثير من الأهداف الغربية ومسحها الكثير من السمات الإسلامية في تركيا وغيرها. ذلك لأنها لا تنسجم مع الطبيعة الإسلامية التي تتجاوز القوميات. كما فشلت الاشتراكية لأنها اعتمدت على أسس إلحادية رغم تمتعها ببعض الشعارات المنسجمة مع بعض التعاليم الإسلامية كالعدالة الاجتماعية والدفاع عن المحرومين ومعاداة الاستعمار. وفشل الشكل التركيبي (الاشتراكي القومي) أيضاً لأنه أيضاً تركيب وهمي لا ينسجم مع الحس الإسلامي ولا يعبر عن أية إضافة معرفية. وهنا أود الإشارة بشكل وافر إلى التحليل الرصين الذي كتبه أستاذنا الشهيد الإمام محمد باقر الصدر حول هذا الموضوع حيث قال: (ان الأُمة على الصعيد الإسلامي وهي تعيش جهادها ضد تخلفها وانهيارها وتحاول التحرك السياسي والاجتماعي نحو وجود أفضل وكيان أرسخ واقتصاد أغنى وأرفه سوف لن تجد أمامها عقيب سلسلة من محاولات الخطأ والصواب إلاّ طريقاً واحداً للتحرك وهو التحرك في الخط الإسلامي)، ويضيف (حينما أخذ العالم الإسلامي ينفتح على حياة الإنسان الاوربي ويذعن لإمامته الفكرية وقيادته لموكب الحضارة بدلاً عن ايمانه برسالته الاصيلة وقيمومتها على الحياة البشرية بدأ يدرك دوره في الحياة ضمن اطار التقسيم التقليدي لبلاد العالم الذي درج عليه الإنسان الاوربي حين قسّم العالم على أساس المستوى الاقتصادي للبلد وقدرته المنتجة إلى بلاد راقية اقتصادياً وبلاد فقيرة أو متخلفة اقتصادياً وكانت بلاد العالم الإسلامي كلها من القسم الثاني)، وبعد ان ذكر ان العالم الإسلامي ظن ان الخلاص يكمن في تبعية الغرب راح يجد هذه التبعية بالتبعية السياسية، والاقتصادية والمنهجية التي تمثلت