على الحفاظ على الهوية الحضارية بعد أن أعطتها معالمها الشاملة، بل وتدفع دائماً على الحفاظ على التفوق أو استعادته إذا فقد. وقد مر بنا القول إن كل أساليب التمييع سوف تبقى آثارها وقتية لأن الإسلام بطبيعته يدعو للوحدة ويرفض العلمنة. والكاتبة تتردد في أشارتها لهذا العامل، فتارة تعترف به (انظر مثلاً البنود 26،19،13،7،6،4) وأخرى تحاول أن تقلل من أهميته (لاحظ مثلاً البنود: 12، 13، 14، 20، 26، 28). ثانياً: اشتداد الحملة الأوربية على العالم الإسلامي بحيث استباح الغرب كل الثروات، واستعمر معظم البلاد، واعتدى على الهوية الثقافية، بل راح يهاجم المكونات العقائدية والأخلاقية، وينشر الرذائل، ويمزق النسيج الاجتماعي من خلال عملائه الحقيقيين أو الثقافيين، ويزرع الكيان الصهيوني الغاصب في قلب العالم الإسلامي. ولاريب ان حملة من هذا القبيل سوف تواجه بَردّ فعلٍ قوي من أمة يبقى الإسلام فيها حياً، رغم عمليات القضاء عليه. ولا نريد أن نطيل في الحديث عن هذا العامل لوضوح أبعاده، ووضوح حقيقة أن الاحتلال يستتبع المقاومة بشتى ألوانها. ولعل الغرب شعر بهذه الحقيقة حين حاول التنفيس والاستعاضة عن ذلك بـإعطاء الاستقلال الصوري لبعض المناطق الإسلامية. ولكن هذا العمل بنفسه وفرّ فرصةً لنمو الصحوة الإسلامية بشكل واسع وانطراح الإحساس الإسلامي بالإسلام الشمولي في الستينات واتساعه بشكل مرعب للغرب في السبعينات والثمانيات. ثالثاً: فشل كل الحلول والأطروحات البديلة للمقاومة والتغيير، لأنها كانت تحمل في داخلها عناصر فشلها. لقد فشلت الأطروحة القومية الضيقة رغم التطبيل