أما الحالة الراهنة، والتبريرات التي تساق لها فهي كلها استثناءات يجب ان يعمل الجميع على حذفها في النهاية والعودة إلى واقع الإسلام. ولا نجد عالمِاً أو حتى مجرد مطّلع على حقيقة الإسلام يجادل في هذه الحقيقة الواضحة. والإسلام دين الحياة ـ كما قلنا ـ فلا يمكن أن ينسجم مع العلمنة بأي تعريف جاءت، وأية صفة اتخذت، ايجابية أم سلبية، أما الاستناد إلى التجارب القائمة فهو مجرد خداع، لأنها تجارب مفروضة على العالم الإسلامي ومتنافية مع حقيقة الإسلام. وقد نستطيع أن نؤيد الكاتبة في بعض عباراتها فنركز على عنصر (التفوق) ونقول: إنه سر الصراع. ولكن الذي يجب التركيز عليه أن الرغبة في التفوق عامل طبيعي يعمل على تطوير الحياة الإنسانية في كل المجالات إذا اتخذ منحى ايجابياً تنافسياً. كما يؤدي كغيره من العوامل الطبيعية إلى الخراب والدمار والظلم إذا اكتسب الصفة السلبية واعتمد عامل الحذف بالقوة والهيمنة ومحو الآخرين، كما نجده اليوم في العولمة والتعامل الغربي مع المسلمين. إن الصحوة الإسلامية اذن تدعو للتفوق الإسلامي الحضاري فلا ينبغي أن يثير ذلك حفيظة الآخرين إن كانوا يملكون الروح الرياضية الحضارية، وأنى لهذه الروح ان تسود. أما عن عوامل هذه الصحوة فلا نتوقع للكاتبة أن تكشف لنا عن العوامل الحقيقية، ولذلك تلجأ إلى العوامل الجانبية وربما تسطح فكرها هي عندما تطرح فكرة الحسد وتغيُّر العلاقات وأمثالهما. إننا نتصور هذه العوامل ـ على ضوء دراساتنا للساحة ـ كما يلي: أولاً: طاقات الإسلام الذاتية التي لا تفتأ تمد المسلمين بدوافع التغيير، وتشدد