الشهيد آية الله الصدر عن ذلك بقوله (والثاني من اركان الاقتصاد الإسلامي السماح للافراد على الصعيد الاقتصادي بحرية محدودة من القيم المعنوية والخلقية التي يؤمن بها الإسلام) (1). الثاني: ان الإسلام بمقتضى واقعيته سلك اسلوبين لاعمال هذه المحدودية وهما الاسلوب الذاتي والاسلوب الموضوعي. وبهذا الصدد يقول السيد الشهيد الصدر (والتحديد الإسلامي للحرية الاجتماعية في الحقل الاقتصادي على قسمين احدهما: التحديد الذاتي الذي ينبع من اعماق النفس ويستمد قوته ورصيده من المحتوى الروحي والفكري للشخصية الإسلامية والآخر التحديد الموضوعي الذي يعبر عن قوة خارجية تحدد السلوك الاجتماعي وتضبطه). وهذا السلوك الإسلامي طبيعي جداً إذ انه إذا امكن ضمان الاندفاع الذاتي بالشكل المنسجم مع الهدف فهذا هو أفضل أسلوب. اما إذا لم يكف ذلك فان على القانون والسلطة ان يحددا من الحرية لئلا تنقلب المسيرة على أهدافها. وفي مجال كلا التحديدين نجد الإسلام يمهد لقبولهما اروع تمهيد بطرح مفاهيم ورؤى ينفرد بها المسلم ويتقبل بعدها كل الاوامر الالهية بكل رحابة صدر وخشوع وخضوع ولن نحاول التفصيل في هذا الأمر وإنّما نشير إلى المفاهيم والاخلاق التالية: ـ 1ـ مفهوم اللطف الالهي الغامر للإنسان وجوداً واستمراراً. 2ـ مفهوم الملكية الحقيقية لله بكل ابعاده. 3ـ مفهوم الخلافة الإنسانية بهدف الاعمار والسير الطبيعي نحو الكمال. 4ـ مفهوم الاخوة الإنسانية والايمانية العامة. 5ـ مفاهيم الزهد والقناعة، والصبر، والكفاف، والعفاف، والايثار، ونبذ الترف والسرف، والتبذير، والاستئثار، والجشع، والبخل، والخوف وامثال ذلك. مجالات التحديد وعناوينه: يمكننا ان نقول أن هناك عناوين ثلاثة يتم بها التحديد: الأول: العنوان الأولي. الثاني: العنوان الثانوي.