الموارد الطبيعية، وقصورها عن مواكبة معدلات النمو الإنساني وإنّما تكمن في عدم الاستفادة الفضلى من الموارد الطبيعية أو كفران النعمة ـ كما تعبّر النصوص ـ، وإهدار الثروة الطبيعية المعدنية والحيوانية وغيرها (وآتاكم مِنْ كلّ ما سألتُموهُ وإن تعدّوا نعمةَ الله لا تُحصوها إنّ الإنسان لظلومٌ كفّارٌ...)([72]). ومن شكر النعمة الاستفادة الأفضل من قدرة العمل وعدم إهدارها ولذلك تؤكد النصوص على العمل المستمر، بل توجبه على القادرين. و ـ العلاقة بين المعنويات والماديات على المستوى الحضاري: وهذه حقيقةُ حضارية رائعةُ لا يفهمها إلاّ المؤمنون بالغيب وعوالمه فالقرآن الكريم يؤكد أن الظلم يؤدي إلى الهلاك (فبظُلْمِهم أهلَكْناهُمْ)وأن العدل والدعاء والشكر تؤدي طبيعياً إلى الرخاء (استغفِروا ربّكم إنّه كانَ غفّاراً * يُرسِلِ السماء علَيكم مدراراً * ويُمدِدْكم بأموال وبنين ويَجعل لكم جنات ويَجعل لكم أنهاراً)([73]) وهذه الحقيقة تبعث الأمل الكبير في النفوس بالمستقبل حتى المستقبل المادي، وتفتح السبيل أمام نهضة اجتماعية واقتصادية إلى غير ذلك من العناصر المهمة لهذه الأرضية. «3» العلاقة القوية بين النظام وباقي النُّظم الملاحظ في كلّ النظم التي يطرحها الإسلام أنها مقدَّمة ضمن تخطيط جامع لمجمل الحياة، ولذا نجدها مترابطة ترابطاً وثيقاً، بحيث لا يمكن لأي منها تحقيق غرضه المنشود، دون تطبيق النظم الأُخرى. (وبالطبع نحن لا ندعي هنا توقف التكليف بالنظام على القيام بباقي النظم، وإنّما أكدنا على موضوع تحقيق النظام لكل أهدافه المنشودة).