أهدافه، وذلك في أكثر الروايات التي تربي في الإنسان روح التعاون، وروح الإحساس بالمسؤولية، وروح الأخوة الإسلامية، ومعنى الإيثار والتضحية والزهد، والإحساس بآلام الآخرين وآمالهم وتنفي عنه صفات البخل والطمع والاستئثار والتعدي على حقوق الآخرين والنفعية والحرص والحسد. وقد عدّ الإمام الصادق (عليه السلام) كما في بعض الروايات كلّ الصفات الحسنة من جنود العقل، وكلّ الصفات الرذيلة من صفات الجهل، ولا نستطيع هنا أن نسرد كلّ ما ورد أو نتعرض لكل التفاصيل التربوية وإنّما نشير بالخصوص إلى أن النظام الأخلاقي والتربوي الإسلامي يربي في الإنسان روح التبرّع، قبل أن يؤكد له على الحرية الاقتصادية وإمكان التمتع بها في مصالحه الخاصة، وقصةُ قارون معروفةُ حيث تركز هذا المبدأ الأخلاقي (وابتغِ فيما آتاكَ الله الدارَ الآخرة ولا تنس نصيبَكَ مِن الدنيا)([71]). هذه القصة وهذا المبدأ هو شعارُ إسلامي واسع الإبعاد، فإذا سادَ في المجتمع وفّر أعظم أرضية لتطبيق النظام الاقتصادي المطلوب. د ـ الإنفاق المستحب والحياة الممتدة: ويتجلّى هنا جانب رائع لحل مشكلة التناقض بين الدوافع الذاتية لحب الذات الشخصية، والدوافع ذاتها لخدمة المجتمع فينطلق الإنسان من مبدأ امتداد حياته الذاتية إلى مستوى الخلود في الآخرة، ليرى أن المصالح الذاتية والاجتماعية قد توحدت مما يدفعه للإنفاق المستمر الذي لا تنضب دوافعه ولا ينتهي أثره، بمقتضى «مَن سنّ سُنَةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ من عمِل بها...». وهنا نذكّر بكل تأكيد بالأثر الممتد للوقف، حيث تأتي هذه الدوافع لتنقل الملكية الخاصة إلى الملكية العامة، وتحقق تصرف الإنسان بمالِه تصرفاً دائماً. هـ ـ شكر النعمة يعني الاستفادة الأفضل من الثروة وعدم اهدارها: فالمشكلة المهمة على الصعيد الاقتصادي العالمي لا تكمن في ضعف معدلات النمو في