من الناحية المالية والفكرية. وقد ذكرتُ وذكر الآخرون ذلك بالتفصيل في مجلة الحوزة، العدد الخاص بآية الله البروجردي. وكان يتفق مع مؤسسي «دار التقريب» وأعضائها أنّ الفقه هو السبب الرئيس للاختلاف القائم بين المذاهب، بيد أنه في الوقت نفسه يمكن أن يكون من عوامل التقريب. وكان يعتقد أنّ لأهل السنّة فقهاً متخذاً من الكتاب والسنّة، وهو ثابت عندهم. ونحن أيضاً لنا فقهنا المرتكز على أساس الكتاب وروايات أهل البيت. وينبغي الاهتمام بالفقهين بشكل محايد، وتطبيق أحدهما بالآخر. في هذا المجال، فإنه لم يلتفت إلى قضية الخلافة ولم يحفل بها عند الخوض في أصل الإمامة، بل كان يرى أن المسلمين في غنى عن التعرّض للخلافة هذا اليوم، لأنها قضية قد انتهت، وما شغلنا بشيء قد مضى حتى نتطاحن عليه، وكذلك لا ضرورة أن نعرف من كان الخليفة، فالذي نحتاج إليه هذا اليوم بشأن الإمامة هو بُعدها العلمي، إذ ينبغي علينا أن نثبت اننا يجب أن نأخذ الأحكام من الأئمة. وكان في هذه القضية يتخذ من حديث الثقلين المعروف والمتواتر أساساً لعمله، ويقول: لو اكتفينا نحن الشيعة بهذا الاتجاه الذي يمثل حاجة معاصرة للمسلمين، وطرحنا ما عندنا على أهل السنة بنحو معقول، فإننا سوف نقطف الثمار، ونتمكن من إقناعهم. من هذا المنطلق، وباشارة منه تم جمع طرق حديث الثقلين من قبل أحد العلماء في قم. وقامت دار التقريب بطبعه. وقد تمّ طبعه مرة ثانية من قبل المجمع العالميّ للتقريب مع تذييل لي. في ضوء ذلك، فانه ـ من جهة ـ كان يهتم بأن يطلع علماء الشيعة