وكان يراعي في الفقه النقاط التالية: 1 ـ كان لا يتعامل مع المسائل الخلافية بين الشيعة والسنة بصورة سلبية، بل كان يحاول أن يتلمّس السبب الأصلي للاختلاف. ففي وجوب أداء الصلاة في أول الوقت الذي يلتزم به أهل السنّة (كأحد القولين للشيعة وعلى عكس أغلب علماء الشيعة)، ولا يجيزون تأخير الصلاة عن أول وقتها بلا عذر، كان يقول: تنطلق فتوى أهل السنّة مما أثر عن النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه كان إماماً لجماعة المسلمين، وإمام الجماعة لابدّ وأن يحضر في الوقت المعين، وكان النبي يختار أول الوقت لأداء الصلاة، وكذلك كان يفعل الصحابة والتابعون إذ اتخذوا من عمل نبيهم معياراً لعملهم، ثم جاءت المذاهب الإسلامية فأفتى أصحابها بوجوب ذلك. في حين أن الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ: كان أحياناً لا يراعي أوّل الوقت وهو في حال الاختيار، وكذلك صرح أئمة أهل البيت بذلك، فأصبح معياراً لفتوى الشيعة. وفي ضوء هذا التبرير كان يرى عدم صحة ما يقال من أن أهل السنّة قاموا بتبديل الأحكام عمداً، وكان يردّ على ذلك. 2 ـ كان يتوكّأ على آيات القرآن، وهو نفسه كان حافظاً آيات الأحكام. وكان يستنبط نقاطاً لطيفة من الآيات القرآنية. 3 ـ كان لا يهتم بتفريع الفروع والخوض في البحوث الإضافية غير الضرورية. ولم يتابع مثل هذه المسائل. وكان يطرح خلال مدة التدريس كلها بحثين من هذا النوع فقط، وهما: فروع العلم الإجمالي، واللباس المشكوك.