الفتوى. وكانت له رغبة في جمع فتاوى اثنين من الفقهاء الذين سبقوا الشيخ المفيد. وهما: الحسن بن أبي عقيل النعماني، ومحمد بن أحمد بن جنيد الإسكافي. وكان الأول معاصراً للشيخ الكليني (329 هـ)، والثاني معاصراً للشيخ الصدوق (381 هـ). وكانت فتاوى ذينك الفقيهين خاصة بهما غالباً، وتختلف عن فتاوى الآخرين. ولم يجمعها كتاب، بل هي موزعة في الكتب الفقهية الأُخرى، ومنها كتاب (المختلف) للعلامة الحلي. وأنا ـ شخصياً ـ بدأت بجمع فتاوى ابن جنيد بناءاً على أمره، بيد أني لم أوفق لإتمامه. إلى أن تم جمع فتاوى الإثنين بإشرافي من قبل أحد طلاب الماجستير في فرع الفقه، لكنها لم تطبع. فقام طالب آخر من طلاب الأستاذ الإمام بجمع تلك الفتاوى وطبعها. ويطلق على ابن أبي عقيل وابن جنيد: القديمان. وكان آية الله البروجردي يقول أحيانا: «لا نعلم كم هو مقدار الروايات التي كانت في متناول أيديهما». وذكروا عن ابن جنيد في الفهارس أنه كان يفتي بالقياس. ولعله اتُّهم بالعمل بالقياس لأنه وسّع دائرة الاجتهاد من حدود المسائل المنصوصة إلى المسائل الأُخرى في وقت لم يكن هذا العمل متداولاً بين الشيعة آنذاك. وقد شرحت هذا البحث في مقدمتي بعنوان (حياة الشيخ الطوسي) على مجموعة عشرة رسائل للشيخ الطوسي فليلاحظ. الفقه المتلقّى والفقه المشروح يقسّم أستاذنا المسائل الفقهية إلى قسمين: الأول: المسائل