وكنت أسمع منه كثيراً من المواضيع التي لم يطرحها في حلقات الدرس العامة بشكل صريح، إن ذلك الاتصال بدوره أفضى إلى أن أسجّل ما بقي بخاطري في مقدمة هذا الكتاب بشكل موجز. وبغض النظر عن أداء حق ذلك الرجل العظيم بوصفه أستاذي فإنّي أشعر بنوع من الواجب وأرى تلك الذكريات دَيناً في ذمّتي لابدّ من إيفائه. لاسيما ونحن نعيش في هذا العصر الزاهر للثورة الإسلامية التي فجّرها أحد رفاقه وأصحابه الملازمين له، استلهاماً من أفكاره الرفيعة أعني الإمام المخلّد ذكره مدى الدهر، سماحة آية الله العظمى الخميني عطّر الله مرقده، ومن المؤكّدّ ـ كما سنرى في هذه السطور ـ أنّ لأفكار وآراء ذلك الأستاذ الكبير أثراً ملحوظاً على بعض أبعاد وزوايا هذه الثورة المباركة سواء عن طريق الإمام الخميني مفجر الثورة، أو عن طريق طلابهما والمتربّين في مدرستهما ممن كان لهم دور مشهود في نجاح الثورة وتوسيع رقعتها. ولا ينكر هذا التأثير على رجال الثورة في مجال تأكيدهم على الوحدة الإسلامية، واهتمامهم بتأليف الأمة وتقريب المذاهب والشعور بالمسؤولية أمام المسلمين عامة. إذن أستهلُّ كلامي بالحديث عن حياته حسب العناوين التي ستأتي تباعاً، ومن الجدير ذكره أن معتمدي في الحديث عن السيّد الأستاذ فيما يخص أسرته ونسبه والسلالة الطباطبائية في بلدة بروجرد، ما ذكره هو في رسالته التي ألّفها في ترجمة جده السيّد محمد الطباطبائي حفظاً لشجرته وأسرته استناداً إلى نسختين من شجرتهم