من الطلاب الجامعيين وطلاب العلوم الدينية في مشهد، وكان يدور في خلدي دائماً أن أدوّن تلك المحاضرات، حتى بدأت قبل سنين، بيد أني لم أوفّق لإكماله، والآن حيث أحظى بتعريف أهم نتاج علمي له، أعني موسوعته ومدرسته الرجالية، أرى لزاماً عليَّ أن أكتب عن حياته وشخصيته بشكل مركّز لأطلع الباحثين الكرام عليها، وهي تتصدر هذا النتاج القيم أي (مرتب أسانيد الكافي) الذي هو باكورة نتاجاته في مجال علم الرجال، ويشكل الجميع حلقات سلسلة رجالية أو موسوعة رجالية. أقول بشكل قاطع: إنّ المرحوم آية الله البروجردي كان من المراجع المعدودين للطائفة الإمامية، وأحد العلماء البارزين الكبار الذين قلّ أمثالهم بين العلماء، وكان ممن جمع في شخصيته العلم والعمل، والفكر والإبداع، والدعوة إلى الإصلاح كما أنّه تميز باهتمامه بشؤون العالم الإسلامي خارج نطاق مذهبه، وقد أحدث في مجال الفقه والحديث وعلم الرجال عند الشيعة الإمامية تطوراً ملحوظاً وتُلحظ بصمات التطور كذلك في مجال التبليغ والإعلام، وتنظيم الحوزات العلمية، بيد أنه لم يلتفت إلى ذلك إلاّ بعض تلامذته المبرَّزين، ولم يطّلع عليه الآخرون إلاّ بصورة إجمالية. إنّ اتّصالي الخاص بهذا الأستاذ الكبير، خلال إقامتي التي استغرقت إحدى عشرة سنة في قم حيث كنت ـ إضافة إلى حضوري المتواصل في دروسه الفقهية والأصولية العامة ـ أحضر جلساته الخاصة بالحديث التي كانت تعقد في داره من أجل تأليف الكتاب الكبير «جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة» خلال ما يقارب سبع سنين،