وعاد إلى استخراج طبقات الرواة من خلال تلك الأسانيد المرتبة، فوضع بجانب مرتب الأسانيد لكل كتاب (مرتب رجال الأسانيد) من تلك الكتب وهذا العمل لم يكن ميسوراً إلاّ بعد جمع الأسانيد في النوع الأول من هذه الموسوعة. وحاصله أن الأستاذ الإمام راجع إلى تلك الأسانيد فاستخرج منها طبقة الراوي وأسامي من روى عنهم ومن رووا عنه، فرتب هؤلاء الرجال لكل كتاب بترتيب الحروف، وذكر أمام اسمه طبقته ومشايخه والذين رووا عنه من دون ذكر تراجمهم والتعريف بهم إلاّ على سبيل الإجمال. وبذلك احتاج أولاً إلى ترتيب طبقات الرواة التي كانت من فنون علم الرجال عند أهل السنة وبشكل آخر عند الشيعة، لكن الأستاذ الإمام له طريق مبتكر تصدى لشرحه في مقدمة كتاب مرتب أسانيد الكافي وهذا نصه: «المقدمة الثانية: في بيان طبقات المحدّثين: إعلم أنك إذا نظرت إلى الشيوخ الذين كانت لهم عناية بالأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن بعده من الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم، واشتغلوا برهة من أعمارهم بطلبها، وأخذها عمن تقدم من أساتذتهم، وبرهة أخرى منها بروايتها لتلامذتهم الذين لم يدركوا هؤلاء الأساتذة، ورتّبتَهم على وجه يتميز الشيوخ في كلّ عصر عن التلامذة، وجدتَ طبقاتهم من الصحابة الذين رووا الحديث عن رسول الله (ص) إلى عصر الشيخ الموفّق أبي جعفر الطوسي، الذي