هو آخر مصنفي الجوامع الأربعة من أصحابنا ـ وقد ولد سنة 385 وتوفي سنة 460 هـ . ق ـ فيما إذا كان جميعهم قد عُمّر عمراً متعارفاً، وتحمّل الحديث في سنّ يتعارف تحمّله فيه، اثنتي عشرة طبقةً. وبعبارة اخرى اذا روى الشيخ قدس سره منا، أو الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ ق من الجمهور حديثاً مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفرضنا أن الرواة المتوسطين بينهما وبينه «صلى الله عليه وآله»، كلهم قد عُمِّروا العمر المتعارف وأخذوا الحديث في السنّ المتعارف أخذه فيه، كان سندها مشتملاً على اثني عشر رجلاً غالباً أو دائماً. وأما اذا كان بعضهم طال عمره بحيث عاصر رجلين من عُمّر متعارفاً أو تحمّل الحديث قبل أوانه المتعارف فأخذ عن طبقتين، أو انضم الأمران صار رجال السند أقل، وكان عالياً في اصطلاحهم، وكلّما كان أمثال هؤلاء في السند أكثر كانت الوسائط أقل والسند أعلا. كما أنه إذا كان في السند من روى عن معاصره ومن هو في طبقته، كان رجال السند أكثر مما ذكر وصار طويلاً، وعلى الأول بنينا عدد الطبقات، وجعلناها إلى طبقة الشيخ اثنتي عشرة طبقة» انتهى موضع الحاجة من كلام الأستاذ الإمام. ثم ذكر الطبقات واحداً بعد الآخر مشيراً إلى جملة من رجال كلّ طبقة. وبملاحظتها يظهر أن صحابة النبي أكثرهم من الطبقة الأولى ومنهم من يطول عمره حتى يعاصـر الطبقـة الثانيـة، وهكـذا تتـوالى الطبقـات، وكبـار أصحـاب الإمـام جعفـر بن محمـد الصـادق (عليه السلام) أمثـال زرارة،