2 ـ أما بالنسبة إلى كتابي التهذيب والاستبصار، فجدير بالذكر أن الشيخ الطوسي مؤلف الكتابين، أخذ جميع ما يرويه فيهما من كتب وجوامع ظهرت في القرن الثاني إلى القرن الرابع الهجري، وكان من عادته إيراد طريقه إلى صاحب الكتاب الذي أخذ منه الحديث، في أول كلّ حديث، فعمل بذلك في شطر من الكتابين، ثم رأى أنه يوجب التطويل، فانصرف عنه واكتفى باسم صاحب الكتاب في أول السند، علماً بأن الشيخ استدرك ما انصرف عنه في خاتمة الكتابين فعقد فصلاً باسم (الَمشْيِخة) ذكر فيه طرقه إلى أرباب تلك الكتب التي أخذ منها لتخرج الأحاديث بذلك عن المراسيل وتلحق بالمسندات وقد سبقه إلى هذا العمل الشيخ الأقدم أبو جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي في كتابه «من لا يحضره الفقيه» إلاّ أنه اكتفى في الكتاب بذكر من روى الحديث عن الإمام عليه السلام مباشرة، ثم ذكر طريقه إلى هؤلاء في (الَمشْيِخَة). وتبعه محدّثون آخرون. كلّ ذلك احترازاً عن التكرار والتطويل. 3 ـ وهناك أمور أخرى يجب معرفتها لمن يريد أن يحيط علماً بما رتبه السيّد الأستاذ تحت عنوان (مرتب الأسانيد) أعرضنا عنها اكتفاء بما ذكره الأستاذ في مقدمة كتابه «مرتب أسانيد الكافي». التعريف بسلسلة كتب مرتّب رجال الأسانيد يبدو أنّ هذه السلسلة من الكتب هي ثمرة النوع الأول، أي أن الأستاذ الإمام لما رتب أسانيد عدّة من كتب الحديث والرجال،