ذلك ترى تلك الكتب صارت كالمتروك رأساً». «ووجدت في الأسانيد سوى الاشتراك، عللاً كثيرة أخرى من التصحيف والقلب والزيادة والنقص، قد طرأ عليها سهو الناسخين أو المؤلفين، أو اكتفاء المؤلفين في تحمّل ما أودعوه في كتبهم بالمناولة، أو الإجازة، أو الوجادة، مع عدم تبيّن الكلمات في الأصل لرداءة الخط، وغلبة ترك إعجام الحروف في الخطوط القديمة، أو توهم التمامية في الأسانيد المعلّقة، أو عكسها، أو غير ذلك». «ورأيت أنه يوجد غالباً، إن لم يكن دائما في سائر أسانيد الشيخ الذي وقع الاشتراك أو الاعتلال في سنده، ما يميز ذلك المشترك، ويدل على ذلك الاعتلال وما هو الصواب. فلما تبيّن لي ذلك بكثرة التتبع وعلمت أن تتبع الأسانيد هو المنبع الفذّ الغزير لمعرفة الأسانيد وتبيّن مشتركاتها، والعلم بعللها، وما هو صوابها، وأن الذي منع المحصلين من استفادة هذه الفوائد التي يشتد ابتلاؤهم بها ولا غناء لهم عن معرفتها عن هذا المنبع الذي هو بأيديهم، إنما هو تفرق أسانيد الشيوخ بعضها عن بعض، واختلاطها بالمتون، وكون ملاحظتها آلة لملاحظة المتون وعدم كونها بجنبها مقصودة بالأصالة. و«رأيت أنه لو جُرّدت الأسانيد عن المتون، ورُتّبت على وجه يجتمع إسناد كلّ واحد من الشيوخ في موضوع واحد أو في مواضع محصورة مضبوطة يمكن الإشارة إليها للمستدل، ويسهل وجدانها على المحصل، وعُلّق على مواضع الإجمال والاعتلال منها ما ينبه عليهما