يجب معرفتهم من رجال الحديث. والأستاذ البروجردي بعد عناء وجهد طويل وصل إلى أسدّ الطرق لمعرفة الرواة، وضعه كمقياس عدل لمعرفة الحديث أمام المحدثين والفقهاء فأتى بشيء جديد لم يسبقه إليه غيره. توضيحه أن الرجاليين عندنا كانوا ولا يزالون يتعبدون في الأكثر بقول أئمة هذا الفن وعلماء الجرح والتعديل، ويقلدونهم في إبراز الوثوق بشخص أو عدم الوثوق به وفي طليعة هؤلاء الأشخاص، الأئمة الثلاثة من الأولين: الأول: أبو عمرو محمد بن عمر الكشي، المعاصر للكليني صاحب الكافي المتوفى عام (329 ق)، في كتابه: «معرفة الناقلين عن الأئمة المعصومين» وقد اندثر أصله وبقي اختياره للشيخ الطوسي في متناول أيدينا وقد قمت أنا بطبعة مصححة منه مع ذيل طويل في جامعة مشهد قبل حوالي عشرين سنة بمناسبة المؤتمر الألفي للشيخ الطوسي. الثاني: الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد النجاشي (م450) في فهرسته، وهو من تلامذة الشيخ المفيد والشريف المرتضى. الثالث: الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385 ـ 460) وله كتابان في هذا المجال: كتاب الفهرست وكتاب الرجال وكلاهما مطبوع وقد طبعنا الفهرست بالأوفست مع ذيل طويل عند إقامة المؤتمر الألفي للطوسي. فقول هؤلاء وقليل ممن عاصرهم أو تأخر عنهم ومنهم العلامة الحلي (م728) في كتابه (خلاصة الرجال) لا زال معياراً في معرفة الرجال والطبقات، وهذا ـ ولا شك ـ طريق يعتمد عليه في النقليات إلاّ أنّ