مدرسته الرجالية وآثـاره في هـذا العلم الرجاليون عند (الشيعة الإمامية) ولاسيما المتأخرين منهم قد أكثروا من جمع الأسامي وتراجم الرجال، حتى بلغ الأمر إلى أن أنهاها العلامة المامقاني في كتابه (منتهى المقال) إلى ما يقرب من ستة عشر ألفاً من المحدثين وغيرهم، مع أن علم الرجال هو معرفة حال رواة الحديث فحسب، وهذا شيء يغاير علم التراجم على العموم الذي يهدف إلى معرفة أحوال العلماء وحياتهم من دون اختصاص بالمحدثين، مع أن الفقيه لا حاجة له مباشرة إلى معرفة حال الآخرين، سوى من جاءت أسماؤهم في طريق الأحاديث، بل يحتاج إلى الوقوف على حال الرواة من حيث الطبقة ومقدار الوثوق بهم، ومعرفة مشايخهم، ومن يروي عنهم الحديث والمشتركات ونحو ذلك، معرفة عميقة أكثر من ذي قبل. ومعنى ذلك أن مدى الحاجة إلى معرفة رجال الحديث، على حسب مقدار الحاجة إلى رواياتهم وعليه، فمعرفة رجال الكتب الأربعة تقع في الصدر، ثم معرفة رجال وأسانيد جاءت في الكتب الحديثية غير الأربعة، التي أخذ منها صاحب الوسائل، ثم من بعدهم من رجال الروايات التي أختص بذكرها كتاب (بحار الأنوار، ومستدرك الوسائل) حسب ما تقدم منا في ترتيب كتب الحديث من حيث الاعتبار عند سيّدنا الأستاذ البروجردي رحمه الله. بل لا حاجة إلى معرفة كثير من هؤلاء المحدثين أيضاً لعدم انتهاء سلسلة أحاديث تهم الفقيه إليهم، إلاّ أن تفيدنا خبرة وبصيرة بحال من