وقتنا الحاضر وإني أخاف الفتنة فنكلها إلى وقت مناسب، فتم المجلس وأعضاء اللجنة مصممون على حذف تلك الروايات وقد اشتغلوا بحذفها بالفعل. وفي خلال ذلك أرسلت أنا كتاباً إلى الأستاذ ذكرت فيه بعض المرجحات لوجود روايات أهل السنة راجيا أن أصرفه عن هذا إلى رأيه الاول، لكنه لم يؤثر في عزمه، فتم تأليف الكتاب مجرداً عن روايات الجمهور. ومهما كان الأمر فهذا الحادث يعكس لنا رأي الأستاذ في ما يرتبط بتقريب المذاهب وإيجاد العلاقة بين الشيعة وأهل السنة، ولاسيما في مجال الحديث والفقه الأمر الذي طالما سعى إليه جمع غفير من المصلحين في العالم الإسلامي ومن بينهم جماعة التقريب بين المذاهب في القاهرة، وكان لديهم مشروع، وهو الجمع بين الروايات المشتركة بين الفرق الإسلامية في كتاب ولم يتحقق هذا المشروع لحد الآن وقد بحثنا عن دار التقريب فيما سبق. ـ ونحن الآن في المجمع العالمي للتقريب ننجزّ هذا المشروع ـ وشيء آخر يجب الإلمام به في شأن هذه الموسوعة الكبيرة (جامع الأحاديث) أن العزم كان معقوداً في أول الأمر على شيء من التصرف في كتاب (الوسائل) وإزالة الخلل عنه، ولم يكن يختلج في خلد أحد منّا تأليف كتاب جديد، الأمر الذي انتهى العمل إليه، ولو أخذنا هذا الكتاب بعين الاعتبار، فالحق أنّه كتاب جديد يختلف عمّا ألِّف قبله بكثير، من حيث الصورة والأسلوب وإن كانت المادة مشتركة بينها فإن ما فيه من الأحاديث هي عين ما اشتمل عليه كتاب (الوسائل ومستدركه) من الأحاديث.