إليّ فأخذ الرسالة وقرأ شطراً منها واعترف بما يوجد من النقص في المطبوع من كتاب الخلاف، وشرح ما عاناه من المشاق طيلة سنين في هذا السبيل وأنه كان ينبغي ذكرها في أول الكتاب الذي نُشر لأول مرة بعد مضي حوالي ألف سنة على تأليفه ولم يذكر مصادره والمخطوطات التي اطلع عليها واستفاد منها، وانتهى المجلس من دون اتخاذ قرار للابتداء بالعمل إيكالا ذلك إلى وقت آخر. وبعد مضي عدة أيام اختار هو من بين المشاركين حوالي أربعة وعشرين شخصاً كنت أنا أحدهم فوزع الكتب الموجودة في (وسائل الشيعة) من الطهارة إلى الديات عليهم، وكان سهمي كتاب النكاح وملحقاته فاشتغلوا مجتمعين بترتيب روايات الوسائل ومستدركاتها، على أسلوب اقترحه الأستاذ عليهم، وكان يتصل بهم ويحضر لجنتهم في كلّ أسبوع أو أكثر، فيرشدهم ويجيب على أسئلتهم ويُشرف على عملهم بشكل مستمر في بيته في قم أو في المصيف (قرية وشنوة) حيث يذهب إليها في الصيف آخذاً إياهم معه، وكانت تتبادل الآراء بين الأستاذ وأعضاء اللجنة في شكل العمل وأسلوبه أو ما كانوا يستقبلونه من اختلاف الرأي الذي ربما انتهى إلى التشاجر والمنازعة فيما بينهم وبذلك قد تغيرت صورة الكتاب وأسلوبه ومرت عليه مراحل إلى أن استقر رأيه ورأيهم على الصورة التي انتشر عليها الكتاب، وكان اختلاف النظر غالباً حول المزج بين روايات الكتب الأربعة وغيرها، أو الفصل بينها والأستاذ كان يفضل الفصل بأن نكتب هذه الروايات في كلّ باب فوق سطر أفقي وسط الصفحة وتضبط الروايات من غير الأربعة