لمحة من قصّة هذا الكتاب لو أردنا حكاية القصة من أولها إلى آخرها فإنّها تُكلّفنا تأليف رسالة أو كتاب لا مجال له عندنا، وإليكم موجزها: كان الأستاذ دائماً يشير إلى ما يوجد من نقص وخلل في كتاب (الوسائل) إلى أن أعلن في حلقة الدرس أنه مصمم على رفع ذلك ـ وقد انتهى بحثه حين ذاك إلى باب (صلاة الرجل بحذاء المرأة) من كتاب الصلاة حيث اشتمل على روايات مختلفة تحتاج إلى التنظيم ـ فاقترح على الطلبة أنّ من يريد الاشتراك في هذا العمل، ينظّم روايات هذا الباب ويرسله إلى ثم ليحضرني في البيت يوم كذا. فاشترك في التأليف حوالي أربعين شخصاً كنت أحدهم فقمت بتنظيم الروايات وأضفت إليها رسالة ذكرت فيها ما يوجد من النقص في كتب الفقه والحديث على العموم سواء من حيث التأليف أو الطبع وأشرت إلى ما يوجد من ذلك في كتاب الخلاف للشيخ الطوسي، الذي تمّ طبعه بيد الأستاذ لأول مرة من دون شرح ما تحمله من المشاق في سبيل تصحيحه والتعريف بما كانت عنده من المخطوطات ثم اقترحت ما خطر ببالي من طرق الإصلاح والتجديد في هذا المجال والرسالة لا زالت عندي وهي جاهزة للنشر. فجاء اليوم الموعود واجتمع الطلبة فخرج الأستاذ إليهم وبيده كرّاسات قدّمها إليه أولئك الذين أعلنوا استعدادهم للمشاركة في هذا العمل، فجلس وأبدى نظره فيما قدموه إليه واحدا بعد واحد حتى انتهى