أما الحديث فقد سبق أنّ أهمّ الكتب وأجمعه للحديث الفقهي الذي يحتاج إليه الفقيه هو كتاب وسائل الشيعة الذي أصبح كالمرجع الوحيد للفقهاء في القرون الثلاثة الأخيرة التي مضت على تأليفه، وذلك لما في هذا الكتاب من وجوه الحسن وأسباب الرجحان على غيره، ومن ذلك أنه عنون لكل مسألة فقهية باباً خاصا، وعنوانا مبسوطاً واضحاً، بحيث يبدو فهرس هذا الكتاب، وكأنّه متن فقهي يفوق غيره من المتون وقد سمّاه المؤلف (من لا يحضره الإمام) لما فيه من التفصيل والإسهاب في عناوين الأبواب. إلاّ أن هذا الكتاب على الرغم من فوائده الكثيرة، لا يخلو عند سيّدنا البروجردي من وجوه الخلل والنقصان وأهمها أن الشيخ الحر رحمه الله لما التزم بأن يعنون لكل مسألة فقهية جاءت في الروايات عنواناً برأسه، ألجأه ذلك إلى تكرار الروايات وتقطيعها، والتكرار يوهم زيادة الروايات على عددها في نفس الأمر، حتى قيل أنّ حوالي عشرة آلاف حديث من مجموع 35 ألف حديث احتوى عليها هذا الكتاب يعد تكراراً لغيرها. كما أنّ التقطيع ربما يوجب فوات كثير من الأمارات الدالة على المراد، على أن الشيخ الحر قد يكرر عناوين بعض الأبواب رعاية لمناسبات توجد في مواضع مختلفة من الكتاب. ثم إن عادة المؤلف هو التفريق بين الأمثال والنظائر ففي كثير من الأبواب جاءت روايات عديدة من راو واحد وربما ترجع إلى رواية واحدة، ففرقها المؤلف على الأبواب أو أتى بها متفرقة بلا انسجام في باب واحد، مشيراً إلى ما تقدم