مدرسته الحديثية وأثـره في هـذا العلم كان الأستاذ يتحدّث بالتفصيل أو الإجمال، سواء في حلقاته الخاصة بالرجال والحديث لخاصة تلامذته والعاملين معه، أو في الحلقات العامة التي كانت تخصّ الفقه والأصول ما خلاصته أن ما يحتاج إليه الفقيه من الروايات قد جمعت في كتاب (وسائل الشيعة)، أما كتاب (المستدرك) فليس فيه شيء كثير يعتمد عليه الفقيه بمفرده، فإنّ أكثر ما في هذا الكتاب يعتبر مؤيدات لما في (الوسائل) من سائر الأخبار، مع أنّ عمدة ما في الوسائل أيضا الروايات المأخوذة من الكتب الأربعة المعروفة، التي جمعت بدورها في كتاب (الوافي) للفيض الكاشاني (م1091) بأسلوب خاص ابتكره هو، ولاسيما في تلفيق أسناد الروايات وضبط موارد الاختلاف يحتاج إلى دراسة دقيقة، فهذه الروايات هي العماد والمعتمد في الفقه الإمامي، كما أنّ هذه الكتب الأربعة تعتبر أصح كتب الحديث وأقدمها وأشهرها عند الإمامية، ويوجد منها نسخ كثيرة قديمة مصححة مقروءة على المشايخ العظام، وتوجد أيضاً إلى مؤلفيها المشايخ الثلاثة العظام: الكليني والصدوق والطوسي، طرق عديدة لا تحصى. أما غيرها من كتب حديث الطائفة فليست بهذه المنزلة. وبذلك كله ظهر أن الروايات الفقهية للشيعة الإمامية عند الإمام البروجردي كانت من حيث صحة الاعتماد عليها ومدى حاجة الفقيه إليها على ثلاث درجات: