برأيه الحكيم وعلّم وربّى ناشراً مدرسته وآرائه الجديدة بين العلماء والطلبة، فقلّب بذلك الموازين العلمية، ووجّه الأنظار إلى القديم والقدماء وإلى السُنن المنسية عند الفقهاء، وأخذ بعين الاعتبار مسائل جديدة وآراء طريفة في العلوم الإسلامية ولاسيما في حقلي الفقه والأصول كما سبق شرحها ويهمنا الآن كشف القناع عن اتجاهه في علمي الحديث والرجال تمهيداً للتعريف بآثاره الرجالية بشكل موسّع وبموسوعته في الحديث بشكل موجز. ومغزى الكلام أنّه بعدما طال نظره في كتب الرجال والحديث وأخذها بعين الاعتبار، وقلّبها ظهراً لبطن ورجع البصر فيها كرّتين، وقاس مسلك الطائفة الإمامية وكتبهم بما وقف عليه من كتب أهل السنة، وطريقتهم في الحديث والرجال، انتهى نظره إلى أنّ المؤلفين من أهل طائفته بلغوا الغاية وانتهوا إلى النهاية في هذين العلمين من حيث حجم العمل والكمية، فجمعوا وضبطوا الحديث وأسامي الرجال وتراجمهم بما بينها تراجم علماء آخرين من غير رجال الحديث، وألّفوا فيها موسوعات كبيرة، توسّعت طول الزمن وانبسطت حجماً إلى حد يصعب لغيرهم أن يزيدوا عليه، أو يأتوا بشيء زائد على ما يحتاج إليه الفقيه، أو يتكل عليه، فقد كملت بحوثهم وانتهى بهم المطاف من حيث الحجم. وأما من حيث الكيفية فرأى الأستاذ بما حصلت لديه من الخبرة أنّ للعمل المبتكر الجديد في سبيل ازدهار العلمين وتقدّمهما الملحوظ مجالاً واسعاً فعزم على القيام بعمل إيجابي في ذلك مستعينا بربه فلنشرح مدرسته الحديثية والرجالية: