بروجرد بما فيه من استعداد متفوق، نعم ترك أثره في اتجاهه الفكري وأسلوبه العلمي فيما بعد، ولا مجازفة في القول لو قلنا أن آراءه كانت استمراراً لمدرسة إصفهان علماً بأن مدرسة النجف الأشرف في تلك الآونة غلب عليها الفقه والأصول، متجهة إلى السلوك العقلي أكثر من الاتجاه النقلي. الثاني: أن السيّد الأستاذ بعد أن استكمل علماً وعملاً واستوفى حظه من العلوم ولاسيما الفقه والأصول بالنجف، عاد إلى وطنه بروجرد معتكفا في مكتبته الخاصة العامرة بأنفس الكتب، يتابع التحقيق والدراسة زهاء أربعين سنة أي من سنة 1328 هـ ق إلى سنة 1364 ـ حيث انتقل إلى بلدة قم ـ وكان يهتم من بين العلوم بعلم الرجال خاصة. فدرس وبحث وكتب وألّف وجدّد النظر في كلّ ما كُتب وسُطِر في هذا الشأن من قبل علماء الإسلام على النطاق الواسع من دون أن يخص نظره برجال طائفته الإمامية وحديثهم، فحصلت له في هذه الحقبة من الزمن آراؤه ومدرسته الخاصة به في علمي الرجال والحديث المرتبط بعضهما ببعض. ثم انتقل إلى بلدة قم (بلد الجهاد والاجتهاد وبلد القيام والشهادة) وفيها أعظم الجامعات الإسلامية وأكبر دور العلم في إيران، حاملاً في صدره معلومات جمّة وفي عزمه آمالاً عظيمة، حيث وجد أمامه أفقاً واسعاً من ملامح الإصلاح، لا في نطاق مذهبه وبلاده فحسب، بل بالنسبة إلى العالم الإسلامي بأجمعه. ثم أتته زعامة الشيعة الإمامية، فأفاد من علمه الغزير وأرشد