الشبهات وبعضها يتصل بالأصول؟! وقد استبشر المرحوم الشيخ محمد محمد المدني بخطوة رائعة اتخذها الأزهر بتدريس المذهب الشيعي الإمامي والزيدي في أكبر كلية من كلياته وأُخرى اتخذتها إيران (آنذاك) بإدخال فقه السنة في كلية المعقول والمنقول([58]). خامساً: وقد شهدت حركة التقريب تقدماً واسعاً وقبولاً عاماً اليوم. وأروع مثال على ذلك قيام أكبر مجمع فقهي هو مجمع الفقه الإسلامي بجده بإيجاد شعبة متخصصة باسم (شعبة التقريب بين المذاهب الإسلامية) وحصول روح توافقية عامة حرة في اجتماعاته العامة، مما يكشف عن وحدة المنابع والرؤى وانفتاح للعالم الإسلامي على بعضه البعض. وقد أسس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية (المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية) وهو يضم في مجلسه الأعلى علماء من المذاهب الإسلامية المتنوعة، وقد قام هذا المجمع بدوره بتأسيس (جامعة المذاهب الإسلامية). هذا وقد اعتمدت (الايسيسكو) ـ المنظمة العالمية الإسلامية للتربية والعلوم ـ التقريب هدفا وعقدت له مؤتمرات في شتى إنحاء العالم. كما قامت المراكز العلمية الدينية في البلدان الإسلامية كالمغرب ومصر والجزائر والأردن وسوريا ولبنان وإيران وباكستان والسودان وماليزيا واندونيسيا وغيرها بعقد الندوات والمؤتمرات العالمية لتركيز هذه الحقيقة. سادساً: اننا يجب ان نحدد ماذا نعني بالأصول حتى يتضح لنا ماذا نقصد من قولنا عدم وجود الاختلاف فيها؟ وإذا لخصنا البحوث المفصلة حول الحدود التي تفصل بين الإسلام واللااسلام استناداً للآيات الكريمة والروايات الشريفة فإنها جميعاً تركز على الحدود التالية: 1ـ الإيمان بالتوحيد الإلهي إجمالاً. 2ـ الإيمان بنبوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ولزوم طاعته في كل ما يصدر عنه.