الأمر الثاني: ان اكبر تهمة يوجهها البيان للشيعة هي تهمة سب الصحابة والصالحين وهي تهمة يتنزه عنها العقلاء والواعون بل يركز الشيعة بخطهم العام على احترام الصحابة، والجيل الطليعي الأول، تبعاً لأئمتهم من أهل البيت(ع) وتعليماتهم التي شهد لها المسلمون جميعاً بالسمو، فيدعو الإمام زين العابدين(ع) للصحابة ويصفهم بأنهم المنتجبون. ويقول الإمام علي(ع) (في الخطبة ـ97- من نهج البلاغة) واصفاً الصحابة (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم منكم: لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً.. ) والشيعة يرددون كلام نهج البلاغة ويعشقونه لان علياً كان تلميذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وربيب القرآن، وإمام الغر المحجلين، واحد الصحابة الإجلاء. هذا عمل الواعين، ودعك من عمل الجاهلين. ورغم هذا الاتهام ونفور البيان مما يدعي بالسب واللعن فانه مشحون بالسب واللعن والهمز واللمز والتهم، فهو يردد مثلاً مايلي: ــ وصف الشيعة بالرافضة وهو مصطلح عصور الصراع المقيت. ــ ادعاء ان التشيع ـ كما يقول ـ دين لا يلتقي مع الإسلام (هكذا بكل بساطة) في حين يصرح كبار العلماء بان نقاط الالتقاء بين الشيعة والسنة تتجاوز الـ 90% من المساحة العامة للإسلام. ــ إنهم الحاقدون على الإسلام، المستبيحون دماء المسلمين ــ إنهم العدو، والكفرة، والقتلة وإنهم يحبون التتار وإنهم وإنهم.. ويصف العالم الزاهد السيد السيستاني بأنه إمام الكفر. بل نجد البيان يسب علماء السنة الداعين إلى رص الصفوف، ويرميهم بأشد الصفات من قبيل وصفهم بـ: (الحثالات من أهل السنة) (الرادة الكذبة) (علماء السوء) (المخدرون، المخذلون) إلى غير ذلك من أقذع الألفاظ وأسخفها. فهل ينسجم هذا السلوك مع ادعاء الدفاع عن كرامة الصالحين ومجد الأُمة وعلائها وخلقها النبيل؟! الأمر الثالث: ويفترض البيان في الشيعة تهماً وأوصافاً باطلة، ثم يعمل على التحريض عليهم، ووصفهم بأنهم العدو الحاقد على الأُمة، والكفرة الذين يجب تطهير الأرض منهم، وما إلى ذلك. انه يطلق عليهم التهم الكثيرة وهو ترديد لتهم رددها الممزقون من قبل، وفي طليعتها القول بتحريف القرآن.