سنة وشيعة، واتهام الرافضين للاحتلال علماء ومثقفين وآخرين غيرهم بشتى التهم الممزقة والمفرقة التي تبعث الحزازات وتعيد عهود التاريخ الدامي الملأى بالآلام والدموع وتكفير الآخرين وغير ذلك. واننا إذ نحذر من مثل هذه المحاولات المشبوهة والتي تخدم العدو المحتل الغاشم لنذكر ببعض الأُمور التي ركز عليها البيان آنف الذكر ليعرف الجميع الحقيقة بكل موضوعية: الأمر الأول: اننا قبل كل شيء نؤيد ما ذكره البيان من الأهداف الأمريكية الدنيئة من قبيل: أ- الطمع بثروات البلاد. ب ـ الرد على الصحوة الإسلامية وإسكات صوتها ونشر ثقافتها المنحطة ج ـ تحقيق الحقد الصليبي الدفين د- توفير الأمن لربيبتها إسرائيل ونضيف إليها أهدافاً أُخرى من قبيل: تحويل العراق إلى قاعدة استعمارية لتنفيذ المخططات الصهيو ـ أمريكية في كل المنطقة، وضرب كل المواقع التي تقف أمام نفوذ أمريكا وغير ذلك. ولكن ما الذي يضمن للأمة الإسلامية ان تواجه هذا المخطط الاستكباري العنيد غير عودتها إلى إسلامها والى وحدتها الإسلامية، وتنفيذ إستراتيجية واعية تستوعب بها الضربة، ومن ثم تنطلق لبناء قوتها في كل المجالات واستعادة مكانتها الحضارية، امة شاهدة على الناس. فإذا كنا نغرقها بالصراع المذهبي، ونتهم كل رجالاتها بالعمالة، ونستعدي بعضها على بعض، ونعيدها إلى عصور الظلام والدماء والتكفير، فهل نكون قد ساهمنا في مقاومة العدو أو اننا سنكون قد مهدنا له الطريق؟! أليس من الأجدى ان ندعو إلى وحدة هذه الأُمة وتكاتفها، وان نتمسك جميعاً بالقرآن والسنة وان اختلفت اجتهاداتنا في الاستفادة منهما فلا مانع من ذلك بعد التزامنا بضوابط الاجتهاد، وحينئذٍ نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. اما على الصعيد العملي فيجب ان يكون الموقف واحداً لا اختلاف فيه، وذلك في كل قضايا الأُمة المصيرية. لنستطيع تحقيق ما نصبو إليه.