والحقيقة التي أكدها علماؤهم أنه كان هناك في الماضي من يتجه إلى مثل هذا القول الباطل، ولكن التيار العام من علماء الشيعة رفض ذلك، وأقام أقوى الأدلة على عدم التحريف، ومنهم العالم العراقي الكبير الإمام الخوئي فهو بعد ان يستدل بقوة على بطلان القول بالتحريف يقول في كتابه البيان (صفحة 233): «وقد صرح بذلك ـ عدم التحريف ـ رئيس المحدثين الصدوق، وقد عد القول بعدم التحريف من معتقدات الإمامية، ومنهم شيخ الطائفة.. الطوسي ونقل القول بذلك أيضاً عن شيخه علم الهدى السيد المرتضى» ثم ذكر أجلة العلماء الشيعة كالمرحوم الطبرسي، والشيخ جعفر كاشف الغطاء، والعلامة الجليل الشهشهاني وغيرهم، وختم ذلك بقوله (بل المتسالم عليه بينهم هو القول بعدم التحريف). فما الداعي اذن لطرح هذه التهمة من جديد، وإصدار الفتاوى التكفيرية من قبل من ليس أهلاً للفتوى والعلم. وقد أيد فتواه التكفيرية بنصوص لابن تيمية وغيره وهي أيضاً مبنية على تهم من هذا القبيل، أو موجهة لبعض الغارقين في الباطنية، أو تعبر عن وضع سياسي خاص. فلماذا نتناسى كل ذلك ونعيد الكرة ونكفر خمس المسلمين؟ ولمصلحة من هذا التكفير، وإهدار الدماء الإسلامية؟ إلاّ يصب ذلك لصالح العدو؟ الأمر الرابع: ينظر البيان إلى الواقع اليوم ويصب جام غضبه على الشيعة ويصفهم بأنهم الممالئون لأمريكا والصهيونية، وان أمريكا تسعى لدعمهم، وان إسرائيل تتودد إليهم، وانهم ممثلين بفيلق (بدر) قتلوا المجاهدين من أهل السنة واحتلوا مساجدهم، وان الإيرانيين الشيعة عذبوا أسرى أهل السنة الذين قاتلوا مع صدام ضد الجمهورية الإسلامية، وان الشيعة مزقوا وحدة الأُمة، إلى آخر ذلك من قائمة التهم الطويلة. ولكن البيان تناسى الحقائق التالية: أولاً: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الراحل الخميني (رحمه الله تعالى) كانت حصيلة ثورة إسلامية هزت قلاع الكفر والاستكبار العالمي وفي طليعته الاستكبار الأمريكي، وأطاحت بنظام الشاه العميل الأمريكي الإسرائيلي، وحولت إيران من قلعة أمريكية إسرائيلية إلى اكبر سند للأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية، كما فجرت صحوة إسلامية عالمية أقضت مضاجع الكفر العالمي، وكان من نتائجها المقاومة البطلة في