فيقول الراغب الاصفهاني في المفردات: (الطاغوت: كل متعدّ ومعبود من دون الله، ولذلك سمِّي الساحر والكاهن والمارد... طاغوتاً)[89]. ورد في تفسير «الطاغوت» في شأن نزول الآية: (أنّه كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فكان المنافق يدعو إلى اليهود ; لأنّه يعلم أنّهم يقبلون الرشوة، وكان اليهودي يدعو إلى المسلمين ; لأنّه يعلم أنّهم لا يقبلون الرشوة، فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينة، فأنزل الله فيه هذه الآية: ( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إلى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلا بَعِيداً )[90][91]. وأخرج الثعلبي وابن أبي حاتم عن طريق ابن عباس (رضي الله عنه): أنّ رجلا من المنافقين يقال له: بشر، خاصم يهودياً، فدعاه اليهودي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف... والطاغوت بناءً على هذا يكون هو كعب بن الأشرف[92]. وبناء عليه فإنّ الطاغوت من الطغيان على الله ورسوله. يقول الآلوسي: (وإطلاقه عليه (أي على كعب بن الأشرف) حقيقة بمعنى كثير الطغيان)[93]. ويقول البروسوي في تفسير الآية: (الطاغوت: كعب بن الأشرف، سمِّي به لإفراطه في الطغيان وعداوة الرسول، وفي معناه: من يحكم بالباطل، ويُؤثر لأجله)[94].