والذين يحكمون في الناس بغير ما أنزل الله هم من مصاديق الكافرين، بضرورة القرآن. يقول تعالى: ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )[85]. ومعنى السبيل في آية السبيل من سورة المائدة، بمعنى حظر قبول هذا السبيل من الكافر على المؤمنين، وليس بمعنى النفي التكويني للسبيل، لأنّ نفوذ الكفّار على المؤمنين كان قائماً في فترات من التاريخ تكويناً، ولا يزال هذا السبيل موجوداً بالتكوين في بعض بقاع العالم الإسلامي. إذن، فإنّ المقصود بنفي السبيل، في آية المائدة، هو النفي التشريعي، هو بمعنى تحريم وحظر نفوذ الكافر على المسلم، وليس النفي التكويني. والى هذا المعنى أشار القرطبي في تفسيره عند تفسير هذه الآية الكريمة، يقول القرطبي: (إنّ الله سبحانه لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا شرعاً وإن وجد بخلاف الشرع)[86]. ونقل عن ابن العربي: (احتجّ علماؤنا بهذه الآية على الكافر لا يملك العبد المسلم، وبه قال أشهب والشافعي، لأنّ الله سبحانه نفى السبيل للكافر عليه، والملك بالشراء سبيل، فلا يشرع، ولا ينعقد العقد بذلك)[87]. وهذا الرأي هو ما سنظهره نحن من هذه الآية. 3 ـ الكفر بالطاغوت ورفضه يقول تعالى: ( يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إلى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ )[88].