ابن جرير: عن ابن عباس: لاتميلوا إلى الذين ظلموا. وهذا القول حسن، أي لا تستعينوا بالظلمة، فتكونوا كأنّكم قد رضيتم بأعمالهم (فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ )[82]. ويقول السيد قطب في تفسيره «في ظلال القرآن» في تفسير هذه الآية: ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ): لا تستندوا ولا تطمئنّوا إلى الذين ظلموا، إلى الجبّارين الطغاة الظالمين، أصحاب القوة في الأرض، الذين يقهرون العباد بقوتهم، ويعبّدونهم لغير الله من العبيد، لا تركنوا إليهم، فإنّ ركونكم إليهم يعني إقرارهم على هذا المنكر الأكبر الذين يزاولونه، ومشاركتهم إثم ذلك المنكر الكبير[83]. وهذا هو طرف من كلمات المفسّرين في تفسير النهي عن الركون إلى الظالمين: لا تميلوا إليهم، لا تسكنوا إليهم، لا تستعينوا بهم، لا ترضوا بأفعالهم، لا تصانعوهم، لا تودّوهم، لا تطيعوهم، لا ترضوا بهم، لا تقرّوهم. والظالمون هم العصاة.. فإذا كان كل ذلك حراماً بصريح كتاب الله، فكيف يجوز الإقرار بسيادتهم وولايتهم، وقبول حاكميتهم، والانتظام في جماعتهم ؟ 2 ـ حرمة قبول نفوذ الكافر وسيادته الحكم الثاني: حرمة قبول السيادة والنفوذ من الكافرين على المؤمنين. فقد حظر الله تعالى على المؤمنين قبول سيادة الكافر ونفوذه، وحرّم عليهم مطاوعتهم والانقياد لهم. يقول تعالى: ( وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا )[84]، وهو حكم صريح في محكم كتاب الله. والسبيل في الآية الكريمة: النفوذ والسلطان.