الصدوق، وقد ترضّى عليه في المشيخة[71]، فإن كان ذلك يثبت وثاقته فهو الدليل على وثاقته، وإلاّ فلم يصلنا توثيق له. وأمّا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري فقد اختلفوا فيه، فقالوا بوثاقته لاعتماد الكشي عليه في كتاب الرجال، ولذا ذكره الشيخ الطوسي بالفضل، ونفى صاحب المدارك وثاقته، ويميل إلى ذلك سيدنا الاستاذ الخوئي دام ظلّه. ومهما يكن من شأن سند الرواية، فإنّ رواية الفضل بن شاذان تشير إلى ثلاث نقاط رئيسية في ضرورة وجود الدولة: 1 ـ حماية الضوابط الاجتماعية، فلا يمكن أن يعيش الناس حياة آمنة مطمئنة وسليمة من دون وجود ضوابط اجتماعية، وهي الحدود الالهيّة التي تحمي الناس بعضهم من عدوان بعض، وتضبط الانفعالات، وتنظّم حياة الناس. ولابد لهذه الضوابط من رقابة وحماية، ومن دون وجود رقابة وحماية لا تكون هذه الضوابط قادرة على تنظيم حياة الناس، والدولة هي التي تنهض بشأن الرقابة، وحماية الضوابط، والمنع من التجاوزات. 2 ـ ولابد للمجتمع من توفير الخدمات الاجتماعية الضرورية في الدفاع، وتوفير الأمن الداخلي والشؤون الصحية وشؤون التربية والتعليم، وتوفير المواد الأساسية لمعيشة الناس، وما شابه ذلك من ضرورات الحياة الاجتماعية، ولا يمكن لفرد أو مجموعة من الأفراد من القيام بهذه الخدمات، ولا يمكن أن ينهض كل فرد في المجتمع بتوفير الخدمات التي تخصّه. وكلّما تتقدم الحياة الاجتماعية تزداد هذه الضرورات وتتّسع دائرتها، وتزداد تعقيداً، ولا يمكن أن يقوم بها غير أجهزة الدولة المتخصّصة بهذه الشؤون. 3 ـ وأخيراً من الضرورات الاساسية في المجتمع حماية الدين من التحريف