إنّ التعامل الاجتماعي يجب أن يكون ناصحاً نقيّاً عن كلّ غشٍّ وشوب. وفي تعاملنا مع الله يجب أن يتطابق قولنا وفعلنا، فلا يصحّ ولا يجوز أن نخاطب الله تعالى كلّ يوم عشر مرّات بخطاب التوحيد، والالتزام المطلق بالتوحيد في العبادة والاستعانة، ونقول: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ثم نمارس الشرك في عباداتنا واستعاناتنا في كلّ يوم عشرات المرّات. إنّ تطابق القول والفعل من أهمّ مصاديق «النصيحة» في حياة الإنسان، وهكذا تطابق الظاهر والباطن، وتطابق الحضور والغياب، فلا نعلن لأحد المحبّة والمودّة ثم إذا غاب تناولناه بالتجريح والإساءة، وهكذا تطابق السرّ والعلن، فلا يجوز أن نعلن أمراً ثم نُسِرُّ غيره. وعلى هذا النهج لابدّ من توحيد الظاهر والباطن، والعمل والنيّة، والقول والفعل، والحضور والغياب، والإعلان والإسرار.... وتنبسط هذه العلاقة الصالحة الناصحة على كلّ شبكة العلاقات الواسعة التي تربط الإنسان بالله تعالى، وبنفسه، وبالإمام، وبالأُمة، وبعائلته... في المسجد، والبيت، والسوق، والشارع، ودوائر العمل، وحقول السياسة والإعلام، وغيرها. فتكون علاقة الأُمة بالإمام على هذا الأساس، وعلاقة الإمام بالأُمة على هذا الأساس، وتكون علاقة الناس بعضهم ببعض على هذا النهج، وكذلك علاقة الزوجين ببعض، وعلاقة الأبناء بالآباء والأُمهات، وعلاقات الآباء والأُمهات بالأبناء، وعلاقة المعلّم بطلاّبه وبالعكس. والأمر نفسه يجري في علاقة الإنسان بنفسه، فلا يتناقض في علاقته ّبنفسه، كما يحصل لكثير من الناس. وأخيراً وأولاً علاقة الإنسان بالله ورسوله وبالقرآن... كلّ ذلك على هذا النهج من الصفاء، والنقاء من كلّ شوب، والنصح.