وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «والله ما أحبّ الله من أحبَّ الدنيا ووالى غيرنا»[704]. النصيحة لله ولا تختلف النصيحة لله عن النصيحة لعباد الله إلاّ في نقطة واحدة، وهي أنّ الله تعالى غنيّ بذاته، لا يحتاج إلى شيء، وهو تعالى واجد كلّ خير وصلاح، ولا حدّ لغناه وخيره وصلاحه. فلا يصحّ أن نفسّر النصيحة لله بـ «ابتغاء الخير» و «المصلحة لله»، فإنّ الخير والصلاح كلّه من عند الله ولله، ولا يصحّ تفسير النصيحة لله تعالى إلاّ بابتغاء مرضاة الله، وهو ما يرتضيه الله تعالى من عباده من قول أو فعل. هذا هو العنصر الأول للنصيحة. تمحيص العلاقة وتخليصها وهذا هو العنصر الثاني من العناصر التي تتألّف منها النصيحة، وهو أن تكون العلاقة خالصة و «ناصحة» لا يشوبها مكر أو سوء، ولا تستبطن سوءاً أو شرّاً. ولن تكون العلاقة ناصحة ما لم تكون في الظاهر والباطن، والإعلان والسريرة، سواءٌ في الحبّ والرحمة والخير. إنّ التخالف بين الظاهر والباطن، والحضور والغياب، يفقد العمل الصالح قيمته، ويخرج العمل من دائرة الصلاح إلى دائرة النفاق. ان التعامل الاجتماعي، في المجتمع الإسلامي، يجب أن يكون ناصحاً خالصاً