وما هو المعين الذي يتفجّر منه كلّ هذا الخير في نفوس المؤمنين ؟ نقول فى الجواب: إنّ هذا المعين هو الحبّ، وهو طامس في فطرة كلّ إنسان ما لم تحجبه الأنقاض. الحبّ مصدر الخير الحبّ مصدر كلّ خير في نفس الإنسان، وأكثر ما يكون في النفس من خير وعطاء فإنّ مصدره الحبّ، وأكثر ما يكون في النفس من شحّ وبخل وضنك فإنّ مصدره البغضاء والكراهية. إنّ الحبّ يمنح النفس القابلية على العطاء والقدرة على فعل الخير، فإذا دخل الحبّ النفس فاضت النفس بالخير والرفق والإحسان والبذل والعطاء، وتحوّلت النفس البشرية إلى واحة خضراء مباركة كثيرة العطاء، وإذا أقفرت النفس من الحبّ تحوّلت النفس إلى أرض قاحلة غير ذي زرع، فلم تجد فيها غير الحقد والبغضاء والعدوان والمكر والكيد. التبادل بين الحبّ والنصيحة وللإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كلمات في هذا المجال ينقلها الآمدي عنه (عليه السلام)في غرر الحكم: يقول (عليه السلام): «النصح يُثمر المحبّة»[701]. فالنصح لله ولرسوله وللمؤمنين يصدر من النفوس التي تحبّ الله ورسوله. وفي كلمة أُخرى يرويها الآمدي أيضاً عن الإمام (عليه السلام) يقول: «النصيحة تثمر الودّ» أي: أنّ النصيحة تصنع الحبّ والودّ في القلوب.