( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ )[6]. هناك مجموعة من النقاط نستطيع ان نستخرجها من هذه الاضبارة من الآيات المباركة التي تعكس لنا التصور الجاهلي لـ (الإله): 1 ـ كان الناس في الجاهلية يعتقدون أنّ هذه الآلهة لها درجة من النفوذ والسلطان في هذا الكون، ولذلك كانوا يدعونها حين الضرّ والبأس، فهي تحسن وتسيء، ولها سلطان ونفوذ في الإساءة والإحسان إلى الناس. (إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوء )[7]. ومن ردّ القرآن لهم نكتشف أنّهم كانوا يعتقدون أنّ هذه الآلهة تضرّ وتنفع: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ )[8]. 2 ـ كان الناس يلجأون اليهم ويطلبون منهم النصر والعزّ. 3 ـ يحكمون في حياة الناس، ويشرّعون لهم، ويأمرون وينهون، وينفذ أمرهم ونهيهم في الناس. 4 ـ وكانوا يعتقدون أنّ الله تعالى هو القاهر لعباده فوق هذه الآلهة، وكانوا لا ينفون وجود الله تعالى، وإنّما يسلبون الله تعالى سلطانه وولايته وحاكميته في حياة الناس، ويمنحونها لآلهتهم. وملاك هذه الأمور الأربعة جميعاً هو أنّ هذه الآلهة تشارك الله تعالى في سلطانه وقيمومته على هذا الكون، وفي نفوذه وقدرته، وأنّها تملك في حياة الناس السيادة، والولاية، والحكم، والسلطان. ذلك بإجمال شديد التصور الجاهلي للإله.