فيه التسهيم، وعلى هذه السنّة سارت المقاسم[1460]. * * * وأمّا خيبر، فكان غزوهم في السابعة، قاتلهم رسول الله أعنف قتال حتّى لم يبق في أيديهم من حصونهم إلاَّ ثلاثة: «الشقّ» و«نطاة» و«الكتيبة»، فسارعوا يصالحون الرسول، فجعل «الشقّ» و«نطاة» في سُهمان المسلمين، وجعل «الكتيبة» خمس الله ورسوله وذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. ورضخ من خيبر لنسوة من نساء المسلمين شهدنها معه، ولم يضرب لهنّ فيها بسهم. وقسّمها على أهل الحديبية، من حضر منهم الوقعة ومن غاب، وكان فيهم أبو بكر بطبيعة الحال، وكان فيهم عمر أيضاً، فكلاهما قاتل عليها، وكلاهما شهد الحديبية قبل ذلك بقليل. قيل[1461]: وقد كان رسول الله يعطي أزواجه ن خيبر مائة وسق: من التمر ثمانين، ومن الشعير عشرين، ثم قسّمها عمر، فخيَّر أزواج النبي أن يقطع لهنّ من الماء والأرض، أو يمضي لهنّ على ما كان، فمنهنّ من اختارت الأرض، ومنهنّ من اختارت الوسق ... وكانت عائشة في أُولى الطائفتين. * * * وأمّا فدك، فأعقبت خيبر بوقت قصير. وبلغ قومها خبرُ ما حاق بخيبر، فزُلزلوا زلزالاً شديداً أن يصيبهم ما هو شرّ ممّا أصاب إخوانهم هؤلاء، فلمّا أن جاءهم من لدن محمد رسول ينذرهم: أن أسلموا برسالة الله أو سلّموا أموالكم أو يستحر فيكم القتل، قذف الله في قلوبهم الرعب فجنحوا إلى السلم، ونزلوا للنبي على مثل ما نزل له أهل خيبر: أرضهم له، ورقابهم لهم، وعليهم الجلاء، ومنذئذ أصبحت «فدك» فيئاً خالصاً لرسول الله إذ حازها