وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومن ساندهم أيضاً من الخصوم. ونسمع مرةً أُخرى أنّ زيداً قال: أمّا أنا، فلو كنت مكان أبي بكر لحكمت بما حكم به أبو بكر في فدك[1406]! * * * لكنّنا لا نشكّ في أنّ غضب فاطمة ما كان لينبثق من فراغ، بل إنّنا لنراه كان أكبر من «فدك» لو أنّنا عايرناه بمعايير شخصيتها التي اجتمع فيها من مقوّمات السلوك السويّ ما لم يجتمع لغيرها من الأسوياء. فما كانت لتأبه بالمادّيات، ولا لتقيم وزناً للمال، ولا لتتطلّع لعروض المتاع، ولا لتهتمّ بضرورات الحياة العادية التي يحتاجها غمر[1407] الناس، فضلاً عن أوساطهم، دع ذوي اليسار. كانت ربّة البيت التي تقوم في عشها الصغير بكلّ جليل وضئيل من الأُمور ... تسهر على راحة الزوج، ترأم الصغار[1408]، تطحن بالرحى فتمجل[1409] منها اليدان، تستقي بالقربة وتنضح حتّى ليُشفي بصدرها الجهد والبلل على البوار، توقد تحت قدرها وتنفخ في النار حتّى ليوشك ثوبها على بدنها أن يحترق قبل أن ينضج الطعام! ومع هذا فلا يأذن لها أبوها بخادم تخفّف عنها بعض ما تعانيه ... بل قد آذاه أن رآها تتقلّد فلادةً من ذهب أتاها بها عليٌّ من سهم صار إليه، وقال لها عليه الصلاة والسلام: «يا بنيّة! لا تغترّي بقول الناس: فاطمة بنت محمد، وعليك لباس الجبابرة!»[1410].