وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

من آل البيت ضدّاً إلى ضدّ، حتّى ليعجب المرء لهم كيف يختلفون فيما يُرى وإنّه لمن بداءة الأُمور! فلقد نُسب إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ أخو الإمام الباقر ـ أنّه سُئل رأيه في انتزاع أبي بكر «فدك» من يد فاطمة بنت رسول الله. فأجاب زيد: إنّ أبا بكر كان رجلاً رحيماً، وكان يكره أن يغيّر شيئاً فعله رسول الله، فأتته فاطمة فقالت: إنّ رسول الله أعطاني فدك. فقال لها: هل لك على هذا بيّنة؟ فجاءت بعلي فشهد لها، ثم جاءت بأُم أيمن فقالت (لأبي بكر وعمر): ألستما تشهدان أنّي من أهل الجنة؟ قالا: بلى. قالت: فأنا أشهد أنّ رسول الله أعطى فاطمة فدكاً[1405]. ولسنا ندري على أيّ هيئة تُرى «نحلة» فدك من خلال هذه الرواية المنقولة عن زيد ... أتظهر لنا في صورة ثبوت، أم تظهر في صورة انتفاء؟ ولقد علمنا من قبل أنّ شهادة أُم أيمن ظلّت تتبدّى لأُناس، وإنّها لأشبه بلغو لاغناء فيه. فإذا رأى بعضهم في هذا الخبر الزيدي حجّةً تؤكّد ملكية فاطمة لفدك ـ إذ كانت تتصرّف فيها أيام أبيها، وبقيت في يدها بعد وفاته حتّى انتزعها أبو بكر ـ أفليس يرى آخرون فيه حجّةً أقوى ـ إذ شهد زيد أنّ الخليفة الأول وقد استردّها، إنّما سلك فيها نفس مسلك رسول الله، ولم يغيّر شيئاً فعله رسول الله! حجّة ذات وجهين يتعارضان. إنّها تخرج بالنحلة عن طريقها الذي انتهجه آل بيت النبي ومن لفّ لفّهم من الأولياء على إجماع، أو على ما هو أشبه بالإجماع.