وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فأسرعت فباعت القلادة، واشترت بثمنها عبداً مسلماً أعتقته تقرّباً إلى الله. * * * لقد كانت فاطمة فيما عهدنا، تحيى على التعفّف، وتطعم التقشّف، وتعيش بالكفاف، شبعها في العبادة ... ريّها في الدعاء ... ثروتها الإيمان. كانت لا تأخذ من دنياها بنصيب ذي بال، وإن كادت الدنيا بكلّ كنوزها لتسجد عند قدميها وتدعوها: هلمّي وهاك! فهل كانت «فدك» تستحقّ من مثلها هذا الغضب المهتاج؟ سؤال تتفجّر منه الإجابات، وتدور حوله كدورات الكواكب والأقمار حول نجم انفصلت منه، فإذا هي جسيمات من نفس الجنس منجذبة إليه لا تزال! وإذا هذه الإجابات ـ بالأصل وبالجوهر ـ بضَع من ذلك السؤال، فما هي تلكم البضع المتناثرة على أديم «مجرّة» الاستفسار؟ ربّما يقال: أثمّة من الأُلى يعرفون طبيعة الزهراء من يُعلّق سخطها على هذا العقار؟ أم من يتتبّع شعورها ويتقصّاه، ثم يُعيي فكْرَه أن يراه أدخل في باب الحزن منه في باب الحسرة على ما ضاع؟ أم من لا يكاد يوقن أن قد آسفها من صاحب محمد ـ رفيق عمره، وثاني اثنين إذ هما في الغار ـ إنكاره دعوى نحلتها إلاَّ أن تأتيه ببيّنة وبرهان، كأنّما اهتزّت في عينيه صورتها، فاختلطت الملامح، وبهتت الألوان؟ لكأنّها بمنزل ارتياب! كأن دعواها ادّعاء! كأنّ شهادة شهودها افتراء! وهل شيء هنا أشدّ على نفسها من ظنّة سوء تأتيها ممّن يعرف لها قدرها الرفيع، ومكانتها العليّة بين القدّيسات المطهَّرات، وتعرف هي أنّه ـ من بين أصحاب أبيها المجتبين ـ كان الأُنموذج الحيّ للولاء والوفاء؟ ربّما يقال أيضاً: أَوَ لم يؤاسفها منه أن لم يرع فيها ما كانت تحسب أنّه عنده