وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وما أولاها بالإسقاط! إنّها لتنهار من داخلها دون حاجة إلى هدمها بحجّة مناهضة، ولا برهان مضادّ، فهي تفتقر إلى أسناد من النظر الجادّ والتعفّف عن الانحياز، ولا تقوم على مثل هذا العبث الفكري الذي يسقط كلّ القيم الولائية الصادقة، كأنّما لا تصحّ الشهادة إلاَّ إن أتت من عدوٍّ خصيم! أم كيف تفسخ شهادة علي بن أبي طالب، فيصمه الفسخ بما ينقض قول رسول الله فيه، إذ وصفه بأنّه «أقضى الناس»[1356] والمسلمون كلّهم على قوله عليه الصلاة والسلام شهود عيان وسماع؟ وهل نسي أُولئك الفاسخون أنّه كان امراءاً لا يتدنّى إلى التطلّع إلى عروض الحياة، إذ هو ـ بإقرار الأعداء قبل الأولياء ـ أزهد الزهاد؟ وإذ إمره المسلمين ـ بكلّ جاهها وسطوتها ـ لا تساوي عنده نعلاً بالية[1357]، كما قال يوماً لابن عباس؟ وإذ الدنيا كلّها ـ وليس فقط الأرض المنحولة ـ هي أهون من جناح بعوضة، أو ورقة في فم جرادة؟ وماذا تشكّل «فدك» في نظرة، وقد سمعناه من بعد، يقول: «وما أصنع بفدك وغير فدك، والنفس مظانّها في غد جدث، تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها!»[1358].