وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتصلّبت: فروعاً وأغصاناً، فإذا هي أعواد من فولاذ وحديد. وكانت أيضاً مفروشة بزروع كبساط أخضر. فالتربة مخصبة ولود، والماء سلسل فوّار، والنخل صنوان وغير صنوان، والثمر كثير. وعندما دنا منها المجاهدون، وظنّ قومها أنّهم ـ كبني جلدتهم الخيبريّين ـ مأخوذون لا محالة بمشافر السيوف، جاءهم النجاء من حيث لا يحتسبون، هدية سخيّة من لدن ذلك الذي أرسله ربّه هدىً ورحمةً للعالمين. فلقد بعث إليهم رسول الله أن يسلموا برسالته، فيكون لهم وعليهم ما للمسلمين وعلى المسلمين، أو أن يسلّموا إليه ما يملكون، ولهم دينهم الذي يدينون، فيمنحهم السلام. فأبى كفرانهم عليهم الأُولى، وصالحوه على شرطه الأخير. ورفع عنهم السيف ... وغدت له أرضهم، نصفها يزرعونه له، ونصفها الثاني يزرعونه لأنفسهم، فيبقى تحت أيديهم يستثمرونه، إلاَّ أن يرى النبي فيهم رأياً فيجليهم عن القربة جميعها حين يريد، ويعوّضهم عن نصيبهم المقسوم لقاء الجلاء. وهكذا صارت «خيبر» للمسلمين كافّةً، إذ انتزعوها من أصحابها بقوة السلاح ... وصارت «فدك» خالصة[1350] لمحمد، لأنّه احتازها سلماً، ولم يجلب عليها المسلمون بخيل ولا ركاب. فتلك شرعة الله. * * * وإذا كانت هذه المصالحة حقنت دماء أبناء «فدك»، وحفظت عليهم حياتهم، وأثابتهم الأمان والسلام، فلقد كادت بعد سنوات قلائل أن توقع خلافاً غير محمود