وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يشكّ أنّها مفتوحة بإذن الله على يد ذلك الموكول بآجال الكفّار. فهل يندبه الرسول الآن، أم يدخره حتّى يئين الأين، ويأتي الله بقضاء لازم ما عنه حِوَل ولا منه نجاء؟ وتتابعت الأيام والحصار يضيق، وأصحاب الصياصي[1305] يستميتون في الدفاع، حتّى حسب الناس أنّ اليهود قد تعاقدوا على الموت وهم وقوف، فألفوا من جسومهم جُدُراً صلبة هي التي تحمي الحصون، وليست تحتمي بالحصون! وكان حصن «ناعم» أعصاها على هجمات المسلمين، وقد شاء الله أن يبتلي بهذا الحصن اثنين من خيرة أصحاب نبيّه فانطلقا على تعاقب، كلّ في يوم، ليفتحاه. أمّا الأول: أبو بكر، فقد قاتل بالذين معه قدر وسعه أعنف قتال، وأشدّ صيال، فلم يغن عنه ما قاتل وما صال ... وبقي «ناعم» على نفس وضعه، كمثل لغز ضلّت عن سرّه حِيَل الحلول وألمعية العقول. ولم ير الرجل بُدّاً من العودة، فعاد. وأمّا الثاني: عمر بن الخطّاب، فقد حاول جهده في الغداة، ثم لم يكن قصاراه، كسلفه، غير ركونه للارتداء. وأوشك إخفاق الصاحبين أن يصيب ثقة المسلمين في أنفسهم بالتوهين. لكنّ الرسول بادر فنادى في الناس: «لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله»[1306]. فتطاولت أعناقهم إلى الموعود! أم كانوا في دخيلتهم يعلمون من يكون؟