وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإذ أمّن عليه كيد يهود، إذ أفرغ منهم مشارف المدينة، فقضى على بعض، وأجلى آخرين. فقد ظلّ يخشى بني جلدتهم المقيمين بخيبر في شمال حاضرته أن تتحرّك في نفوسهم ثارات قومهم أحقادهم فيمالئوا عليه «هرقل»، وإنّهم ـ فيما خَبِرَهم ـ لأشدّ مقتاً له وللذين آمنوا، وأشرس عداوةً من كلّ خصم لئيم. أفيدهم حتّى ينالوه؟ بل الأولى به أن يخضد[1301] شوكتهم، ويقمع[1302] شرّتهم، ويسحق فيهم رأس الأفعى التي تتلمّظ[1303] لتنشب فيه نابها المسموم. فإن هي إلاَّ عدّة أيام، لا تعدوالشهر، أعقبت هدنة الحديبية، حتّى سيّر إليهم سرّاً فرقةً غازيةً، بلغت مواقعهم المنيعة بعد ثلاث ليال. وبُغِت أصحاب الآطام. ما أن أسفر الصبح حتّى فوجئ عمّالهم، وهم خارجون من صياصيهم إلى المزارع، أن رأوا بحيالهم جند المسلمين، وها لهم ما شهدوا، فولّوا مدبرين يتصايحون: هذا محمد والجيش معه! وسمعهم الرسول، فقال: «خربت خيبر! إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين!»[1304]. وعلى ما كانت حصونهم عليه من منعة، وسلاحهم من وفرة، وأولياؤهم من بعض قبائل العرب من قوة، فقد كتب عليهم ربّك الخسران. ودار القتال ... واستعصى على المجاهدين فتح بعض الحصون، ولم يكن أحد