وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فيطيع السامع ... ويتهّيأ المطيع. ويدفع هو رايته لعلي، فيندفع بهم كالإعصار إلى تلك الجماعة من يهود، الذين ظنّوا حصونهم مانعتهم من الهلاك. وكما كانت فاطمة تخشى على أبيها مكر بني اسرائيل، فقد خشي زوجها على النبي غدر شرذمتهم هذه، إذ سمع أنّهم يقعون في الرسول بكلّ قبيح، ويأتمرون به ليقتلوه. فما أن أوشك الرسول أن يدخل أرض القوم الظالمين، حتّى أسرع علي إليه يمنعه من الدنو من حصونهم خشية أن ينالوه. عندئذ ابتسم رسول الله، وقال لصفيّه الأمين: «أظنّك سمعت منهم لي أذى؟». قال: «نعم». قال الرسول: «لو رأوني لما قالوا من ذلك شيئاً». ثم دنا منهم حتّى أصبح على أقصر من جرس الكلمة، ومرمى القوس، ونادى فيهم: «يا إخوان القردة! هل أخزاكم الله، وأنزل بكم نقمته؟»[1300]. فاستخذوا وأجابوه: يا أبا القاسم، ما كنت جهولاً. وضرب عليَّ وجنده حولهم الحصار ... خمساً وعشرين ليلة ظلّوا حبيسي هلعهم وراء الأسوار والجدران. ثم لم تغن عنهم حصونهم شيئاً ... بل انفتحت لهم أبوابها على الفناء. * * * وانظره عليه الصلاة والسلام إذ أمّن على مجتمعه الجديد عادية قريش إذ دعوه إلى الصلح بالحديبية فاستجاب، وإذ أمّن عليه الدول المجاورة، إذ أوفد رسله إلى ملوكها وأُمرائها، فوجد لدن أكثرهم صدىً طيّباً، لوفادته يطمئنّ معه على مصير دعوته، ومستقبل دولته إلى حين.