وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وارتهب المسلمون النتيجة. لكنّ الزهراء، فيما أحسب، وفيما هو بها خليق، لم تكن لترتهب، وهي تدرك أنّ دعوة أبيها لابدّ بالغة عرش الله. وفيم خوفها على زوجها وهي تعلم أنّ مصارع النخبة من صناديد الذين كفروا معلّقة بذؤابة سيفه، وثمّة ما زال يرنّ في أُذنيها ذلك الصوت الذي هَتَف به يوم بدر من أعلى علّيّين ملك كريم، يقول: «لا سيف إلاَّ ذو الفقار، ولا فتى إلاَّ علي»[1290]. وها هو السيف! وها هو الفتى! وها هو النصر يكاد يتراءى لمن استضاءت قلوبهم بنور الإيمان! وتدانى الغريمان ... فأمّا عمرو بن عبد ودّ فقد أبى عليه سدوره في غلواء الغرور إلاَّ أن يعجب كيف يجترئ عليه هذا الفتى الطريّ العمر، فاقتحمه بنظرة استعلاء، وسأله باستهزاء: من أنت؟ قال المناجز الصغير: «أنا علي بن أبي طالب». فتظاهر بالرقّة له، والعطف عليه، وقال مترفّقاً كأنّما ليجنّبه الوبال: يابن أخي، لقد كان أبوك لي صديقاً، وكنتُ له نديماً. فلم يبال عليّ رقّته وعطفه، بل بادر يجتذبه إلى حيث لا مندوحة له من المبارزة أو الاستسلام. قال له: «يا عمرو، أنّك تقول: ما دعاني أحد إلى خلال ثلاث إلاَّ أجبته إلى واحدة منها». قال عمرو: نعم. ـ «فأنا أدعوك إلى الإسلام». فضحك الرجل باستخفاف: دع عنك ذلك، فإنّي لا أترك دين الآباء والأجداد.