وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولا يطيق عليّ هذا الهوان، فينتفض ثانية: «أنا له يا رسول الله!». فيستقعده الرسول مرّةً أُخرى: «إنّه عمرو!». حتّى إذا بلغ التردّد من أصحاب محمد مبلغه، وانكمشوا في جلودهم كما تختبئ في درقتها السلحفاة، وارتفعت الشماتة برجال الأحزاب إلى ذروة الاستهزاء ... عندئذ راح الفارس يتغنّى باعتداده شعراً يهيّج الرهبة في نفوس خصومة إلى حدّ الرعب والانكسار، ويمدّ لأوليائه في الزهو إلى حدّ الاغترار. أنشد يقول: ولقد بححت من النداء *** بجمعهم: هل من مبارز؟ إنّي كذلك لم أزل *** متسرّعاً نحو الهزاهز إنّ الشجاعة في الفتى *** والجود من خير الغرائز فلم يستطع عليٌّ صبراً على هذه العنجهية المستكبرة الصلفة، وبادر يجيب المستعلي المفتون: لا تعجلنّ فقد أتاك *** مجيب صوتك غير عاجز ذو نيّة وبصيرة *** والصدق منجى كلّ فائز إنّي لأرجو أن أُقيم *** عليك نائحة الجنائز من ضربه نجلاء يبقى *** صيتها بعد الهزائز وخرج يقابل غريمه . عندئذ له الرسول في لقاء ابن عبد ودّ: عملاق الفرسان الذي لا يُبارى، فأعطاه سيفه، وألبسه درعه، وتوّجه بعمامته. فلمّا أعدّه لمواجهة عدوّ الله، رفع كلتي يديه إلى السماء يضرع لربّه ويبتهل: «اللّهم إنّك أخذت عبيدة يوم بدر، وحمزة يوم أُحد، وهذا عليٌّ: أخي وابن عمي ... فلا تدعني فرداً وأنت خير الوارثين»[1289].